في زيارة قادت “الشعب” إلى عديد مراكز البريد التابعة لإقليم ولاية وهران، وقفت على خروقات خطيرة للإجراءات الوقائية من الوباء، على غرار مقر البريد المركزي بوسط المدينة الذي يعرف اكتظاظا كبيرا على مدار الساعة وطوال أيام العمل، ولاسيما خلال صبّ الأجور الشهرية والمعاشات ومنح المتقاعدين.
اشتكى عديد المواطنين على مستوى هذا المركز من التسيب والفوضى في عدم تطبيق قواعد السلامة، مشددين على ضرورة توظيف أعوان المراقبة بمداخل ومخارج مكاتب البريد لإلزام الزبائن قبل الدخول بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي لتفادي العدوى.
وانتقد محدثونا تواصل ظاهرة عدم الاكتراث للوباء وعدم الالتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية التي يجب التقيد بها، بالرغم من الارتفاع المتواصل في ضحايا الفيروس التاجي على المستوى الوطني، فيما تحتل وهران المراتب الأولى، منذ بداية تفشي الوباء.
وسجل تهاونا كبيرا لدى شريحة واسعة من المجتمع، ما ساهم في ارتفاع منحنى الإصابات والوفيات، وكذا نسبة الحالات الحرجة التي تتطلب العناية المركزة والإنعاش الطبي، وخاصة في صفوف الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض من قبيل الأشخاص المسنين وذوي الأمراض المزمنة.
يحدث ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المنادية بمضاعفة الجهود لضمان تنفيذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، ولاسيما خلال الأيام الأخيرة المتزامنة مع الموجة الرابعة.
50 إلى 55 إصابة يوميا
وحسب مصالح الصحة والسكان لوهران، فإنّ معدل الإصابة اليومي بفيروس كورونا يتراوح بين 50 إلى 55حالة، عن طريق اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل “بي سي آر” وأكثر من 100 إصابة، يكشفها يوميا اختبار “المستضدات” والفحص بالأشعة”السكانير”، مع متوسط وفيات يومي بـ 5 حالات.
وبخصوص التطعيم ضد كورونا، أكدت الجهات المعنية، أنه لا يزال بعيدا عن الأهداف المرجوة من المناعة الجماعية، وسط عزوف شريحة واسعة من المواطنين عن التلقيح، حسب المؤشرات، متسببين في ضياع كمية هامة من مختلف اللقاحات، تم إتلافها بعد انتهاء صلاحيتها.